السبت، 5 يوليو 2014

قصص آكشن لحيوانات برتبة جنود



Large

يواصل العلماء اختراع أسلحة مدمرة لاستخدامها في الحروب التي يخوضها العالم، ولكن هل سمعت بحيوانات شاركت في معارك خطيرة وأثرت على سير أحداثها ونتائجها؟

 

الخيول أول مقاتلي التاريخ 

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


لم يشارك في معارك البشر من الحيوانات أكثر من الخيول، فلقد استخدمت في وقت مبكر جداً من عُمر البشر منذ ما يقارب 5500 عام، وانتشرت بين القدماء المصريين وكذلك الصينيين، بل وجدت في كازاخستان وأوراسيا (كتلة أرضية مساحتها 54,000,000 كم وهي مكونة من قارتي أوروبا وآسيا)، حيث استخدموا المركبات التي تجرها الخيول. كان ذلك قبل اختراع السرج، ولكن مع اختراعه اختلفت الأمور وظهر عصر الفرسان المحمولين على الخيول في الحروب، ومع استقرار الفارس بفضل السرج فوق حصانه، أصبح يمكن إضافة مهام أخرى إلى عمله، كأن يلقي السهام عبر القوس، كما كان يفعل المغول، وبدأ التفوق الواضح للحضارات التي تملك فرسان على ظهر الخيول على الحضارات التي تستخدم الجنود الراجلين فقط يكون واضحاً وبشدة. ولم يتوقف استخدام الخيول عبر التاريخ حتى العصر الحديث عندما بدأت الدبابات والمدرعات تأخذ مكانها في ساحة القتال.

 

الدلافين أخوة في السلاح 

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


هذه الكائنات الذكية التي ساعدت البحرية الأميركية على وجه الخصوص لحد تسميتها بـ"أخوة السلاح" نظراً لما تقوم به من مهام كبيرة، فالدلافين تستخدم موجات السونار الطبيعية التي تطلقها بصوتها، للكشف عن الألغام، فتقوم بإرسال واحدة من الموجات فوق الصوتية التي تسير في الماء 


وعندما تصطدم بعائق ترتد مرة أخرى للدولفين الذي يستطيع عن طريق الموجة المرتدة تكوين صورة ذهنية للجسم المتواجد في الماء، وعن طريق مدربه الخاص، يقدم الدولفين تقريره كأي جندي محترف، بالرد بالإشارات عن أسئلة (بنعم أو لا) فتحدد البحرية نوعية الجسم المتواجد بالماء إذا كان لغماً أو عائقاً طبيعياً، بل يمكن للدولفين كذلك أن يذهب في رحلة أخرى للكشف عن الجسم المريب وتحديد مساره.  واستخدمت الدلافين بالفعل في عدة حروب خاضتها البحرية الأميركية، بل تؤكد بعض الشائعات أن الدلافين يمكنها تلغيم غواصي العدو، إلا أن البحرية تنفي استخدامها لهذا الأسلوب.


 

البغال جنود المهارك المجهولين 

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


لعبت البغال دوراً هاماً جداً في الحروب، وعلى وجه الخصوص في الأماكن الوعرة، حيث استخدم البغل (والذي هو نتاج تزاوج أنثى الحصان بذكر الحمار) في حمل عتاد الجيوش من طعام وأسلحة، وكان يفضل استخدامه عن الحصان نظراً لقوة تحمله التي تفوق الأخير، وكذلك لحاسته التي تشبه الاستخبارات في البعد عن مراكز الصراع، والمناطق التي يمكن أن يصاب بها، مما جعله يرفض الحركة كلما كان هناك خطراً كبيراً، ما أعطاه سمعة سيئة بكونه حيواناً عنيداً. فعبر التاريخ استخدم الرومان البغال بمعدل بغل لكل عشرة جنود، ونابليون بونابرت نفسه قد ركب بغل عبر جبال الألب، بل إن جيش الولايات المتحدة وحده استخدم حوالي 571،000 من الخيول والبغال في أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى، وخسر حوالي 68،000 في المعارك، ومازال دور البغال في الحروب هاماً حتى اليوم.. في مناطق الجبال خاصة.

  

الأفيال سلاح متعدد الاستخدامات

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


الأفيال كبرى الكائنات الحية التي تسير على الأرض الآن، لم يكن من الممكن أن يتم تجاهل كائنات بهذه الضخامة في الحروب، حيث كانت الأفيال دائماً عاملاً مؤثراً في أي حرب تدخلها نظراً لتعدد إمكانياتها في القتال، فيمكنها أن تدهش الجنود والفرسان، ويمكنها أن تقتلهم عن طريق ثقبهم بأنيابها الحادة وكأنها تطعنهم، وكذلك يمكنها أن تحملهم وتقذفهم بعيداً، كما أن الفيل ذاته يمكنه أن

يكون مدرعاً فيزاد من تأثيره في ساحة القتال، أو يستخدم في حمل رماة الأسهم فوق ظهره مما يزيد من تأثيرهم. والأفيال تواجدت في الحروب منذ العهود القديمة حيث يعتبر أول من روضهم هم الهنود، ولكن سرعان ما انتقل استخدام الأفيال إلى بلاد فارس، التي أجادت استخدام الأفيال، ولقد

واجههم "الأسكندر الأكبر" أثناء غزوه العالم وتسببوا له في الكثير من الخسائر، كذلك عرف الرومان و"القرطاغيين" الأفيال في حروبهم كان لها تأثيرات كبيرة، خاصة مع خوف الخيول الكبير منها. ولكن الأفيال ذاتها تصاب بحالة من الهلع عندما تصاب في المعركة أو يحتدم صوت

الاشتباكات، مما يجعلها أحياناً خطراً على الجميع، وهكذا فإنه بدخول المدافع  (ذات الصوت الهادر) على أرض المعارك لم يعد من الممكن استخدام الأفيال.


كلاب بملابس حربية مدرعة

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


الكلاب صديقة للبشر واعتاد البشر أن يتعاملوا معها ككائنات أليفة مستأنسة في المنازل، ولكن السلالات الكبيرة من الكلاب كان لها أهم الأدوار في الحراسة ومع القوات في الحروب عبر التاريخ بداية من الجيش المصري وحتى الهنود الحمر. ففي الحروب القديمة، كالحروب الرومانية وحروب أميركا الجنوبية، كان يتم إلباس الكلاب ملابس مدرعة لتزيد من حمايتها ومن قدرتها على الهجوم، ولكن كلما تطورت العصور انحصر دور الكلاب في الحروب بالتتبع والحراسة والأعمال المشابهة، كما يستخدمها حالياً الجيش الأميركي في الكشف عن القنابل.

 

الحمامة مراسلة الحرب الطائرة

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


الحمام الزاجل له شهرة حربية كبيرة في التاريخ، ففي ظل عدم توافر وسائل الاتصالات السريعة، أصبح الحمام الزاجل آخر صيحة في تكنولوجيا العصور القديمة لإيصال الرسائل بالسرعة الكافية، وقد اعتمد الحمام على حاسته في تحديد الاتجاهات وقدرته على العودة إلى موطنه حتى لو بعد عنه مئات الأميال. وقد اشتهر الحمام الزاجل في الحرب العالمية الأولى حيث استخدمت قوات الحلفاء 

200.000 حمامة زاجلة، بل اشتهرت بعض الحمامات بين هذا الحمام بالاسم، فهناك الحمامة 

"شير إيمي" التي أوصلت عدداً كبيراً من الرسائل للحصون الفرنسية في فردان، بل قد أوصلت رسالتها الأخيرة وهي مصابة برصاصة، وهي الرسالة التي تسببت في إنقاذ فرقة كاملة، مما جعلها تأخذ وساماً من السلطات الفرنسية، ليست "إيمي" فقط هي من حازت على وسام، فهناك 


32 حمامة أخرى استحقت وساماً من القوات الإنكليزية وذلك في الحرب العالمية الثانية عندما اضطرت القوات إلى اتباع صمت اللاسلكي والاعتماد على الحمام في الرسائل.


 

أسد البحر.. كاسح للألغام ومصور

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


إن أسود البحر لها دور كبير تلعبه مع البحرية الأميركية جنباً إلى جنب مع الحيتان والدلافين، حيث تستطيع أسود البحر أن تسبح بسرعة 40 كلم للساعة، وتغوص لعمق 300 متر محددة أماكن الألغام، كما تستطيع تعليمها وتحديدها، فالبحرية الأميركية تقوم بتدريب أسود البحر ليتحولوا إلى كاسحات ألغام، كما أنه يتم تدريب أسد البحر ليحمل الكاميرات ويغوص للأعماق تاركاً الكاميرا تلتقط الصور لصالح البحرية، وهكذا فإن اثنين من أسود البحر ومدربهم وزورق مطاطي يمكنهم  أن يكونوا فريق استطلاع حربي حقيقيا ومؤثرا.

 

النحل الغاضب سلاح يدمر الجيوش 

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


رغم عدم شهرة النحل كسلاح، إلا أن الحضارات القديمة كالرومان واليونانيين قد استخدموا النحل اللاسع ضد خصومهم في الحروب، فقد استخدمت أسراب النحل الغاضبة وتوجيهها جهة العدو في حصار القلاع بالعصور الوسطى وفي الحرب العالمية الأولى وكذلك حرب فيتنام، بل إن إنتاج النحل 

(العسل ) استخدم بعد أن تم تسميمه لهزيمة الجيش الروماني بقيادة "بومباي" أمام الجيش  التركي، وحالياً يتم إجراء اختبارات على استخدام النحل في تحديد أماكن الألغام بواسطة الجيش الأميركي.


الإبل سلاح يتحمل الظروف الصعبة

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


لم تعد الإبل سلاحا ذا أهمية في الحروب الحديثة إلا في بعض الأماكن الوعرة فقط، ولكن في الماضي كانت الجمال سلاحاً هاماً للغاية في مناطق معينة من العالم كالصحراء الأفريقية والشرق الأوسط، حيث يستطيع الجمل أن يتحمل الظروف الجوية القاسية وكذلك العطش لفترات طويلة مما يجعله الحيوان الملائم لأماكن محددة تتمتع بهذه الظروف، كما أن رائحة الإبل ذاتها تخيف بعض أنواع الخيول في المعارك. كانت الإبل هامة للغاية كسلاح في معارك الفرس و "الساسان" وكذلك الفتوحات الإسلامية والحروب العربية القديمة، ولكن الإبل عامة لا تتمتع بمناورة جيدة بعيداً عن  بيئتها الطبيعية، ولذلك اضطر كل هؤلاء إلى اللجوء للخيول في حروبهم عندما توسعت أماكن القتال بعد ذلك، ومع تطور أساليب القتال أكثر في الحرب العالمية الثانية توقف تقريباً دور الجمال

إلا في أماكن قليلة.


 

الخفافيش ... انتحاريو الحرب العالمية الثانية

حيوانات برتبة جنود في الأفلام


عبر التاريخ، حاول الكثيرون استغلال طبيعة الوطاويط الليلة وقدرتهم على تحديد اتجاهاتهم في الظلام، في الحروب، حيث جرى اقتراح تجربة حقيقية بتلغيم فرقة من الوطاويط وإطلاقها في أماكن محددة باليابان لإشعال الحرائق والقيام بتفجيرات رداً على هجوم "بيرل هاربر" الشهير خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن المشروع تعثر رغم موافقة الرئيس الأميركي "روزفلت" عليه، حيث هربت الوطاويط وفشل المشروع رغم إنفاق ما يقارب مليوني دولار على

التجارب. ورغم فشل هذه التجربة إلا أنه حالياً يتم بالفعل استخدام الوطاويط المفخخة عن بعد الاشتباكات، كما أن الوطواط استلهم كحيوان في تصميم عدد من الطائرات الحربية الشهيرة.


المصدر 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تفاعلكم بالتعليق , لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق , ولا ننشر تعليق يخص مدونات تخالف الشريعة الإسلامية
=q =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =a =e =r